الكليات الناشئة وعوائق المواكبة - سعودي الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الكليات الناشئة وعوائق المواكبة - سعودي الإخباري, اليوم الأربعاء 12 فبراير 2025 03:36 مساءً

تعاني العديد من الكليات الناشئة التابعة للجامعات كثيرا من المشكلات المعيقة لعمليتها التعليمية ومهامها الإدارية، وخلق أجواء مناسبة للإبداع والعطاء الأكاديمي المتنوع المتناسب مع التطور الهائل للتعليم في المملكة.. وهذا التسليط لا يلغي جهودها المقدرة على الجانب الآخر، ولكن غلبة جانب النمطية والتأخر منذ نشأتها هو ما يدعو للنقد البناء.

فأنت ترى ضيقا في مباني المنشأة نفسها، ينعكس على صغر القاعات، وبالتالي تكدس الطلبة في الشعب الدراسية، بصورة لا تجدها حتى في المدارس.. حتى أن القاعات لا يجد فيها المحاضر متسعا من حرية الحركة والشرح، ويخلق جوا مزعجا في نفس الطلبة إذا ما قارنوا بيئة محاضراتهم التعليمية بكليات وجامعات أخرى.

نقص في الكوادر:
وهو أحد أسباب ضغط الطلاب في الشعب الدراسية بأعداد كبيرة، وتتفاقم هذه المشكلة بعدم توفر كوادر بديلة تغطي العجز الحاصل بأعداد هيئة التدريس لأسباب الابتعاث أو الإعارة، أو غيرها، وذلك بفتح فرص التعاون والتعاقد إلا بشكل شحيح يصل لقبول شخص واحد أو اثنين في القسم، وبالتالي حرمان الكلية والقسم من كوادر مؤهلة، خاصة أولئك الذين أثبتوا جدارتهم الأكاديمية بعدم تثبيتهم، أو حتى تشجيعهم على الاستمرار بحوافز مختلفة منها عدم التأخر في تسليم مستحقاتهم المالية أولا بأول.

أعباء إدارية لا تتناسب مع مهمة الأعضاء الأكاديمية:
إن عدم توفير كوادر مخصصة للعمل الإداري ولجانه يثقل كاهل عضو هيئة التدريس، بتعطيله عن أهدافه الأكاديمية من تعليم ونتاج بحثي، وهي وإن كانت مشكلة عامة في الجامعات إلا أن وضعها يتفاقم في الكليات الناشئة بسوء الإدارة.

محدودية الخدمات:
كتوفير مساحات مخصصة للخدمات الطلابية وأعضاء هيئة التدريس، من مكتبات تستحق مسمى مكتبة يتهيأ فيها للباحث والطالب كل مقومات البحث الحقيقي، ومزودة بخدمات الاتصال والتصوير، فما هو موجود ببعض هذه الكليات الناشئة أشبه بغرف المخازن المنزلية، ناهيكم عن عدم توفر مكتب وكرسي خاص بعضو هيئة التدريس وهو ما يمثل أبسط وأيسر خدمة وواجب تجاه العضو، فضلا عن توفير أماكن مهيأة لاستراحة الطلاب يبعدهم عن التكدس العشوائي في ساحات المباني وهو الأمر الذي قد يكون متوفرا حتى في منشأة تعليمية لرياض الأطفال! فإن عدمت حاجات أساسية كهذه متبوعة بوسائل الترفيه اللازمة، لكم أن تتخيلوا أن بعض هذه المنشآت لا توفر حتى مكانا مخصصا لبيع الوجبات والمشروبات!

نقص في الإمكانات:
يتمثل في رداءة بعض الأجهزة داخل المنشأة، كالمكيفات وأجهزة العرض والميكرفونات، وعدم توفر مصاعد وسلالم كهربائية في المنشأة متعددة الطوابق، مما يصعب الحركة على ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم.

التطوير الذاتي:
يحرم أعضاء هيئة التدريس والطلاب من العديد من الفرص التطويرية من دورات وفعاليات تشهدها الجامعات الكبيرة، وبالتالي يتم قتل روح الإبداع والتطوير إلا ببعض الأنشطة العابرة التي تقام مرة أو مرتين خلال السنة، أو دورات وأنشطة حولية يقدمها الأعضاء للطلاب تأتي عليها موافقة متأخرة، وتشهد بروتكولات قبول معقدة حتى ترى النور للطالب والأستاذ.

أزمة السكن:
يشكل انعدام المساكن المعدة لأعضاء هيئة التدريس والطلبة المغتربين أزمة أخرى، وخاصة في صفوف عضوات هيئة التدريس والطالبات المغتربات، وبالتالي يخوض أرباب العقار معارك أخرى معهم برفع الإيجارات على مساكنهم الخاصة المدفوعة، مما يثقل كاهل الطلبة المغتربين على وجه الخصوص.

نفاق الزيارات:
وهو أمر مؤسف وبدائي تلجأ إليه بعض هذه الكليات الناشئة بإظهار المكان بأبهى حلة لأجل زيارة مسؤول، تغطى معها العيوب ولا تظهر جوانب النقص التي تحتاج إلى شفافية وإظهار لتعالج المشكلات الحقيقية التي يعاني منها المعنيون بالاستفادة من المكان وفي مقدمتهم الأساتذة والطلاب.

تسهيل انتقال الكوادر:
في ظل العجز الحاصل في أنصبة بعض أعضاء هيئة التدريس بسبب إغلاق أقسامهم وتحويلها إلى تطبيقية وأخرى في الطريق، أو لأسباب أخرى، تجد سوء إدارة في توظيف خبرات أعضاء هيئة التدريس بإعارتهم لتطوير خبراتهم، أو عدم تسهيل انتقالهم، لأسباب أحادية الرأي قاصرة النظر على المدى القريب أو البعيد.

شح العمالة في المباني:
تشهد بعض هذه الكليات نقصا حتى في كوادر العمالة، التي تكاد تنعدم وإيعازها لموظفين سعوديون غالبا ما يكونون كبارا في السن، وليست المشكلة في إيعازها لهم، لكن كان من الأفضل لو كان هذا الإيكال إشرافيا على العمالة الخارجية الشابة التي في الغالب يكون عطاؤها أكثر نشاطا وخبرة في العمل، فأنت لا تستطيع أن تطلب من فراش/ة سعودي كبير في السن أن يفعل ولا يفعل إلا مع الكثير من الحرج لعدة اعتبارات، فضلا عن رحمتك لكبر سنه، فيكون العمل الإشرافي حلا دون قطع لرزقه وتتحقق معه جودة الخدمة وسرعتها.

هذه صور مصغرة لمعاناة أكبر يعيشها الطالب والأستاذ في بعض الكليات الناشئة والتي تعيش في عالم موازٍ.

وكل هذا التقصير يعود في الأصل للإهمال من عدة جهات:
أولا: الجامعة الأم وعدم التفقد الشامل لفروعها وتزويدها بالدعم الكامل المتعدد، أو التأخر في ذلك كثيرا، وبقاء الوضع لفترات طويلة تمتد لعشر سنوات، وبالتالي تتأخر الكليات عن مواكبة الجامعات في العطاء المتميز، رغم تميز وكفاءة العديد ممن ينتمون إليها من أساتذة وطلبة، وهم يستحقون الأفضل، فالدولة حرسها الله وفرت الإمكانات كافة لدعم التعليم وتطويره ونرى أثره بحمد الله عالميا ومحليا، وهذه المنغصات في هذه الكليات ضرب من المخالفات التي ينبغي أن تقوم ويلتفت إليها بحزم بأن يؤدي كل مكلف مهمته على أكمل وجه أخذا بيدها نحو الرقي.

ثانيا: عدم جدية التطوير من بعض أهالي المناطق في هذه الكليات الناشئة من المتنفذين فيها، فالرتابة وعدم التطوير تمثل فرصة حقيقية لبيئة طاردة للمبدعين القادمين من خارجها بعدم منافسهم في مكان يتناسب مع التأخر الذي ارتضوه لأنفسهم وأبناء منطقتهم الذين يستحقون أكثر من هذا النموذج الرجعي.

وغيرها من مشكلات كثيرة أحيانا تكون عامة متعلقة بالمدن والمحافظات نفسها من تكرر انقطاع التيار الكهربائي، وعدم توفر وسائل مواصلات سريعة تسهل عملية النقل السريع كالمطارات والقطارات.

فمن الصعب أن تجد محافظات تشهد الكثير من التطور الملحوظ تنعدم فيها وسائل النقل السريع فيها! مما يصعب المهمة على الجميع وخاصة أولياء الأمور، خاصة كبار السن الذين يرغبون في مرافقة بناتهن في هذه الخطوط وطول المكث في السيارات والباصات المجهدة لهم.

إن الشق أكبر من الرقعة في بعض هذه الكليات، لكن بعض التسليط عليها وبتكاتف في إبرازها أرجو أن يكون دافعا لسرعة معاجلة أوضاع قديمة ومتراكمة وخانقة حد الجنون.

أخبار ذات صلة

0 تعليق