رد الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، على سؤال ورد إليه مفاده: ما حكم صلاة الجنازة على الجثث المفقود بعض أجزائها في الكوارث والنوازل؟ فقد حدث إعصار في إحدى البلاد الإسلامية، وعلى إثره مات الكثير، وقد أسرعت الجهات المعنية في انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض، فبعض الجثث انتشلت كاملة، وبعض الجثث عثر على أجزاء منها ولم يعثر على باقيها، فهل يغسل ما عثر عليه من أجزاء الجثث التي لم يعثر على باقيها، ويصلى عليه؟
ما حكم صلاة الجنازة على الجثث المفقود بعض أجزائها؟
وقال المفتي عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية: مواراة أجساد موتى المسلمين الذين وافتهم المنية في إعصار ونحوه بعد تغسيلهم والصلاة عليهم واجبة شرعا بالإجماع، لما تقرر أن حرمة الإنسان ميتا كحرمته حيا، فإن لم يعثر إلا على بعض الأجزاء من الأجساد، فيفعل بتلك الأجزاء مثل ما يفعل بالجسد الكامل، بأن تغسل ويصلى عليها، قلت هذه الأجزاء أو كثرت، ما دام قد ثبت بيقين موت صاحبها، لما روي أن طائرا ألقى يدا بمكة من واقعة الجمل، فعرفت بالخاتم، وكانت يد عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد رضي الله عنه، فصلى عليها أهل مكة، وكان ذلك بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم.
من مظاهر تكريم الشريعة الإسلامية للإنسان
وأضاف: كرمت الشريعة الإسلامية الإنسان في كل أحواله، فقال الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾ [الإسراء: 70]، موضحًا: ومن مظاهر هذا التكريم ما تقرر في الشرع الشريف من وجوب تغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه؛ تكريما له، وسترا لجسده، وصيانة لحرمته، فقد اتفق الفقهاء “على أن مواراة المسلم فرض”، كما قال الإمام ابن حزم في “مراتب الإجماع” (ص: 34، ط. دار الكتب العلمية).