شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، في احتفالات عيد الشرطة، حيث وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة بأكاديمية الشرطة ب موقعنا الجديدة.
نص كلمة الرئيس السيسي خلال احتفالية عيد الشرطة
ثم رأس الرئيس اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، وحضر الاحتفال السنوي الذي تنظمه وزارة الداخلية بهذه المناسبة. وقام الرئيس السيسي بمنح الأوسمة لعدد من أسر شهداء الشرطة والأنواط لعدد من الضباط المكرمين، وقد ألقى الرئيس كلمة خلال الاحتفال، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم.. السادة أعضاء هيئة الشرطة، السيدات والسادة الكرام، يطيب لي، بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لعيد الشرطة المصرية، أن أتوجه بأسمى كلمات التهنئة للشرطة، نساءً ورجالًا الذين يقفون دائمًا في طليعة صفوف الجبهة الداخلية، مدافعين عن أمن واستقرار وطننا الحبيب، ويشكلون درعًا حصينًا أمام كل التهديدات والمخاطر الأمنية التي تستهدف أرض مصر الطاهرة وشعبها الأصيل.
وفي هذه المناسبة الجليلة، نقدم تحية رفيعة لشهداء الشرطة المصرية، الذين بذلوا أرواحهم فداء للوطن، وبرهنوا بدمائهم الزكية على شجاعتهم وإقدامهم في مواجهة الأعداء والإرهابيين، أعداء الوطن والدين. وهذا النموذج المشرف من الأبطال يبث في نفوسنا على الدوام شعور الفخر والاعتزاز، وعلى أساسه، تقف الدولة المصرية بكل مؤسساتها بجانب أسر أبطالنا. وإنني أعتبر أبناء هؤلاء الأبطال وأسرهم جزءًا من عائلتي الكبيرة، متمسكًا بالعهد الذي قطعناه معًا بتقديم كل الدعم والرعاية لهم في مختلف مناحي الحياة، لتعويض جزء مما كان يقدمه الأبطال الشهداء نحوهم.
وهنا اسمحوا لي أن أقول لكم إنه مهما قمنا به، لن نعوض الشهيد أبدًا. نحاول الوقوف بجانب أسرهم في هذا التوقيت الصعب، ونحاول أن نبني منهج حياة لن ننسى شهداءنا وأسرهم أبدًا.
الإخوة والأخوات، إن احتفالنا هذا العام يأتي في وقت يمر فيه العالم، ومنطقتنا بشكل خاص، بصراعات وتحديات غير مسبوقة، تعصف بدول وتدمر مقدرات شعوبها. ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بالجهود الدؤوبة التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة، ستظل بلادنا بمأمن من تلك الاضطرابات. بل إن مصر أصبحت، كما كانت على مر العصور، واحة للأمن والسلام في المنطقة، فقد اختارها الملايين من أصحاب الجنسيات الأخرى ملاذًا آمنًا لهم، اقتداءً بقول الله تعالى: “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”. حيث تستضيف مصر ما يزيد على تسعة ملايين ضيف، وتقدم لهم الدولة المصرية الخدمات التي يحصل عليها المصريون، كونهم ضيوفًا كرامًا لدينا، في إطار من الامتثال للتعاليم الدينية السمحة، والاحترام للمنظومة القانونية المصرية.
وفي السياق ذاته، وبحكم مسؤوليتها التاريخية، ووضعها الإقليمي والتزاماتها الدولية، تسعى مصر بكل طاقاتها وجهودها المخلصة إلى نبذ العنف والسعي نحو السلام. ويعتبر اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة شاهدًا حيًا على هذه الجهود الدؤوبة والمساعي المستمرة التي تبذلها مصر، إلى جانب شركائها في هذا الشأن. وسوف ندفع بمنتهى القوة في تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل، سعيًا لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، وإعادة الخدمات إلى القطاع ليصبح قابلًا للحياة، ومنع أي محاولات للتهجير بسبب هذه الظروف الصعبة، لأنه الأمر الذي ترفضه مصر بشكل قاطع حفاظًا على وجود القضية الفلسطينية ذاتها.
شعب مصر العظيم، إن التطرف بوجهه البغيض وتلونه المكشوف، لن يجد في مصر بيئة حاضنة له أو متهاونة معه. وحدتنا هي درعنا الحصين ضده، وأي محاولات لزرع الخلاف بيننا ستبوء بالفشل، بإذن الله تعالى. فالشعب المصري يعتز بوسطيته، ويرفض التطرف بكل أشكاله، ويفتخر بهويته الوطنية الراسخة. ومهما فعل الأعداء من محاولات لزرع الأفكار الهدامة، ونشر الشائعات المغرضة، فمحكوم عليها بالعدم. والتجارب أثبتت أن يقظة القوات المسلحة والشرطة، ووعي المواطنين ووحدتهم، كانت ومازالت حائط الصد الذي تكسرت أمامه هذه المحاولات الخبيثة.
رسالة طمأنة للشعب المصري
ومن خلال احتفالنا اليوم، أوجه رسالة طمأنة للشعب المصري الأبى، بأن الدولة المصرية تسير في الطريق الصحيح، رغم كل التحديات. وهو طريق يتطلب منا جميعًا العمل والتفاني للنهوض بأمتنا، وجعلها في المكانة التي تستحقها. ونسعى بجدية لإجراء المزيد من الخطوات المتتابعة لتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين مستوى معيشة المواطن المصري. ونؤكد على استمرار عزيمتنا القوية وإرادتنا الراسخة للتغلب على كافة التحديات، لنصنع مستقبلًا مشرقًا لمصرنا الحبيبة، وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها من خلال الحرص على مقدرات الوطن وتنميتها وحسن استغلالها، والحكمة في اتخاذ القرارات التي تتعلق بالمصلحة العليا لمصرنا العزيزة.
وختامًا، أتوجه إلى أعضاء هيئة الشرطة مجددًا بالتهنئة بمناسبة عيد الشرطة، وأؤكد لكم أن مصر ستظل فخورة بعملكم في حفظ الأمن والأمان، وكفالة سيادة القانون، لكي من يعيش على أرض مصر، في أمان واطمئنان.