اختار مجلس النواب اللبناني العماد جوزيف عون، قائد الجيش، رئيسًا جديدًا للجمهورية اللبنانية خلال جلسة تاريخية عُقدت اليوم الخميس، برئاسة نبيه بري، رئيس مجلس النواب، وبحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. حصل عون على دعم 99 نائبًا، ليُنهي حالة الفراغ الرئاسي التي استمرت منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022.
شهدت الجلسة مشادات حادة وتراشقًا لفظيًا بين النواب، حيث اعترض عدد من البرلمانيين مسبقًا على انتخاب قائد الجيش رئيسًا. وصلت الخلافات إلى حد الشتائم المتبادلة، في مشهد يعكس حجم الانقسامات السياسية التي تعاني منها البلاد.
أفادت وسائل إعلام لبنانية بسماع أصوات إطلاق نار ومفرقعات في عدة مناطق لبنانية عقب إعلان انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية. وانتشرت قوات الحرس الجمهوري بمقر مجلس النواب استعدادًا لإعلان الرئيس الجديد رسميًا.
يخضع اختيار رئيس الجمهورية في لبنان لمعايير دستورية دقيقة. وفقًا للمادة 49 من الدستور، يتم انتخاب الرئيس بالاقتراع السري بأغلبية الثلثين من مجلس النواب، أي 86 صوتًا في الجولة الأولى. أما في الجولات التالية، فيُكتفى بالأغلبية المطلقة، أي 65 صوتًا، شريطة حضور ثلثي أعضاء البرلمان في القاعة (86 نائبًا).
لبنان يُدار بتوازنات طائفية حساسة. رئاسة الجمهورية مخصصة للمسيحيين الموارنة، في حين تُخصص رئاسة الحكومة للمسلمين السنة. يُعد هذا النظام معقدًا ويتطلب توافقًا واسعًا بين الكتل النيابية، ما جعل منصب الرئيس شاغرًا لمدة عامين.
رغم عقد البرلمان 12 جلسة منذ انتهاء ولاية ميشال عون، فشلت جميعها في تحقيق النصاب اللازم بسبب الانقسامات السياسية. يُعد انتخاب جوزيف عون خطوة مفصلية، لكن التحديات الاقتصادية والسياسية ما زالت تُلقي بظلالها على مستقبل البلاد.