كتب_أحمد زكي
في شهادة مثيرة للجدل، كشف كامل صقر، مدير المكتب السياسي والإعلامي السابق بالرئاسة السورية، عن تفاصيل جديدة حول الحالة النفسية للرئيس السوري بشار الأسد وأجواء القصر الجمهوري خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت سقوط نظامه. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة عبر إحدى منصات البودكاست، حيث ألقى الضوء على مواقف الأسد ومحيطه المقرب.
انفصال عن الواقع وإنكار للأزمة
أوضح صقر أن الأسد، في تلك الفترة الحرجة، بدا “منفصلًا عن الواقع”، معتمدًا على تفسيرات ذاتية للأوضاع، ورافضًا بشكل قاطع أي آراء مخالفة تقدم رؤية واقعية لما يجري في سوريا. وأضاف: “لم يظهر الأسد قلقًا أو استعدادًا لخوض المعركة السياسية أو العسكرية، ما عكس حالة من الإنكار التام للواقع المحيط به”.
العزلة السياسية وتراجع الحلفاء
وأشار صقر إلى أن الأسد مرّ بمرحلة “عزلة تامة”، عندما بدأت إيران ودول أخرى بتقليص دعمها له، ما جعله يكتشف مدى هشاشة وضعه الإقليمي والدولي. هذا الشعور بالعزلة، بحسب صقر، شكل نقطة تحول في إدراكه لحجم التحديات التي تواجه نظامه.
دور أسماء الأسد: بين النفوذ والصراعات الداخلية
على صعيد آخر، تطرق صقر إلى الدور المتنامي لأسماء الأسد، زوجة الرئيس، التي وصفها بأنها ذات شخصية قوية ونفوذ واسع في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكري المعنوي من خلال مبادرات إنسانية “شكلية”. وأشار إلى أنها لعبت دورًا رئيسيًا في إدارة الشؤون المالية داخل الرئاسة، ما أدى إلى صدامات مع شخصيات بارزة، أبرزها رامي مخلوف، ابن خال الأسد.
وأكد صقر أن خلاف أسماء مع مخلوف كان حقيقيًا، إذ مارست ضغوطًا لسحب السيطرة المالية منه. وأوضح أن مصادرة الدولة لأموال مخلوف بذريعة التهرب الضريبي كانت جزءًا من خطة لتعزيز نفوذها داخل الدائرة المالية للنظام.
مرض أسماء الأسد: “رواية تعاطف شعبي”
كما تطرقت تصريحات صقر إلى إعلان أسماء الأسد عن إصابتها بالسرطان، حيث كشف أن المكتب الإعلامي كُلِّف بتعزيز الرواية لكسب عطف جماهيري في بلد يتسم أهله بالعاطفة. وأضاف أن المكتب الإعلامي لم يتسلم أي تقارير طبية موثوقة تؤكد طبيعة المرض، لكنه أشار إلى أن الرواية ركزت على إصابتها بسرطان الثدي ومن ثم سرطان الدم، مصحوبة بظهور تلفزيوني كان الهدف منه تحشيد دعم شعبي.
انعكاسات التصريحات
هذه الشهادات تقدم لمحة عن ديناميكيات السلطة داخل القصر الجمهوري السوري، وتثير تساؤلات حول طبيعة اتخاذ القرار في تلك الفترة الحاسمة من تاريخ سوريا. كما أنها تلقي الضوء على العلاقات المتشابكة بين القوى داخل النظام، وتقدم صورة عن كيفية إدارة الأزمات في وقت انهيار سياسي شامل.
تفتح هذه التصريحات الباب أمام مزيد من التحليلات حول أدوار الشخصيات الرئيسية داخل النظام السوري وتأثيرها على مجريات الأحداث التي شهدتها البلاد.
التعليقات