كتب – أحمد زكي
في خطوة تعزز مكانة مصر السياحية والأثرية عالميًا، أعلن عالم الآثار المصري الشهير، الدكتور زاهي حواس، عن تحقيق اكتشافات أثرية فريدة في محيط معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري في محافظة الأقصر. تأتي هذه الاكتشافات لتكشف أسرارًا جديدة عن التراث الفرعوني العظيم، مما يضيف مزيدًا من الجاذبية السياحية لموقع الدير البحري، أحد أبرز معالم الدولة الحديثة في التاريخ المصري القديم.
اكتشافات تسلط الضوء على عظمة معبد الوادي
أشار الدكتور حواس، رئيس البعثة الأثرية المشتركة بين مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث والمجلس الأعلى للآثار، إلى أن الحفريات التي استمرت ثلاث سنوات منذ سبتمبر 2022 أسفرت عن كشف أساسات معبد الوادي، البوابة الرئيسية للمعبد الجنائزي.
وتُبرز النقوش المكتشفة في هذا المعبد أروع فنون النحت خلال عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، حيث تعد هذه النقوش من أروع ما تم العثور عليه، متفوقة حتى على ما هو محفوظ في متحفي الأقصر والمتروبوليتان.
اكتشاف ودائع أساسات وألواح أثرية نادرة
ومن بين أهم الاكتشافات، تمكنت البعثة من العثور على أكثر من 100 لوحة حجرية من الحجر الجيري والرملي، تحمل أسماء الملكة حتشبسوت وألقابها الملكية، بما في ذلك اسم ميلادها واسم تتويجها. كما تضمنت الاكتشافات لوحة نادرة لاسم المهندس المعماري “سنموت”، الذي أشرف على بناء قصر الملكة.
تُعد هذه المجموعة من ودائع الأساسات واحدة من أبرز المكتشفات الأثرية في القرن الحالي، حيث يعود آخر اكتشاف مشابه إلى ما يزيد عن قرن، على يد العالم الأمريكي هيربرت وينلوك.
مقابر صخرية من عصر الدولة الوسطى
إلى جانب النقوش واللوحات، كشفت البعثة عن مجموعة من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد)، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم الطقوس الدينية والعادات الجنائزية في تلك الحقبة الزمنية.
إضافة مميزة إلى السياحة الثقافية في الأقصر
تشكل هذه الاكتشافات ركيزة أساسية لإثراء تجربة الزوار والسياح في الأقصر، إذ تسلط الضوء على الجوانب الفنية والمعمارية لعصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث. كما تُبرز أهمية التعاون بين المؤسسات الأثرية لإحياء التراث المصري القديم، وجعل مصر وجهة رئيسية لعشاق الآثار والتاريخ من جميع أنحاء العالم.
بهذه الإنجازات، يؤكد معبد حتشبسوت والدير البحري مكانتهما كأيقونة ثقافية وسياحية تُبهر العالم بجمالها وأسرارها الخالدة.
التعليقات