أطلق مساء أمس الثلاثاء مسلسل سراب للنجم خالد النبوي عبر منصة “TOD”، ليكون أول أعماله في عام 2025، ويعد العمل من أبرز المسلسلات المنتظرة هذا العام، ويستحق المتابعة عن كثب لعدة أسباب تميزته، أبرزها كونه نسخة مصرية من المسلسل الأسترالي الناجح “Seven Types of Ambiguity” الذي عُرض عام 2017 وحقق نجاحًا كبيرًا.
ومع معالجته بشكل يتناسب مع البيئة الاجتماعية والثقافية المصرية، يضفي العمل طابعًا محليًا على القصة العالمية التي بدأها.
مسلسل سراب
ويأتي مسلسل سراب ليكون البداية الرسمية لخالد النبوي في العام الجديد، بعدما قدم عام 2024 مسلسل “إمبراطورية ميم” خلال رمضان الماضي، إضافة إلى فيلم “أهل الكهف” الذي نافس في موسم أفلام عيد الأضحى، وقد انتهى النبوي وزملاؤه من تصوير المسلسل في يوليو 2024 ليخرج في 2025 ليقدم لهم محطة جديدة في عالم الدراما.
قصة مسلسل سراب
وتدور أحداث مسلسل سراب حول قصة اختطاف طفل صغير يُدعى “سام”، حيث يظهر الطفل في وقت لاحق دون أن يتعرض لأي أذى، لكن القصة تكشف العديد من الحقائق والظلال التي تتخلل حياة الشخصيات الرئيسية، مما يُمهد لحدوث تغييرات كبيرة في علاقاتهم.
ورغم أن العمل مستوحى من المسلسل الأسترالي “Seven Types of Ambiguity”، إلا أنه يمتاز بلمسة مصرية فريدة، من حيث الثقافة والعادات الاجتماعية في المجتمع المصري، مما يضيف له طابعًا محليًا يناسب المشاهد المصري.
تتميز القصة بأنها محورية، إذ يتم تناول موضوع الاختطاف، ليكتشف الأب والأم، وغيرهم من الشخصيات المتورطة، أن حياتهم التي بدت مستقرة كانت تخفي العديد من التحديات والأسرار، كما يتم التركيز على الجانب النفسي للشخصيات، مع تسليط الضوء على نقاط الضعف البشرية وأسباب قراراتهم، مما يفتح الباب للتفكير وإعادة تقييم الخيارات المتاحة.
شخصية خالد النبوي في مسلسل سراب
وفي هذا العمل، يقدم خالد النبوي شخصية “طارق”، وهو رجل أعمال مصري يواجه تحديات وصراعات بعد اختطاف ابنه، وتستمر الأحداث في تتبع مواقفه وردود أفعاله التي ستكشف عن أبعاد أعمق لشخصيته.
ويشاركه في البطولة يسرا اللوزي بدور “ملك”، وهي زوجته الطبيبة التي تشارك في تصاعد الأحداث، إلى جانب إنجي المقدم التي تجسد شخصية “منى”، مديرة مدرسة تعيش مأساة مؤلمة جراء اختطاف الطفل.
ومن بين الشخصيات الأخرى، نجد هاني عادل في دور “نديم”، الذي يقوم باختطاف الطفل، وهو الدور الذي يخلق توترات وصراعات مع الشخصيات الأخرى، كما تشارك دياموند بو عبود بدور “ريما”، وهي مصورة لبنانية تعيش في مصر، بينما يلعب أحمد وفيق وأحمد مجدي دورين مهمين في السرد التشويقي للأحداث.
الإضافات المصرية لقصة سراب
وجدير بالذكر أن النسخة المصرية من المسلسل تضيف عناصر جديدة ومؤثرة تتعلق بالمجتمع المصري، وهو ما يميزها عن العمل الأسترالي الأصل، فإذا كانت القصة الأسترالية تركز على جوانب إنسانية وعلاقات معقدة من منظور غربي، فإن النسخة المصرية تتبنى طرقًا درامية مختلفة لتنقل للقارئ والمتابع المحلي أبعادًا تتماشى مع التقاليد والعادات المصرية.
ورغم التشابه العام في الموضوع، إلا أن سراب يضع الطبائع المصرية في طليعة القصة، حيث تبرز التحديات الاجتماعية التي تتضمن علاقة الأسرة المصرية، وكيف يواجه الأفراد أزمة اختطاف طفل بطريقة تختلف عما يحدث في الغرب، يتكون المسلسل من 6 حلقات قصيرة، لكنه يمتاز بالعمق العاطفي والتشويقي، مما يجذب الجمهور إلى التفاعل مع الأحداث والشخصيات.
استمرارية مسلسلات الفورمات في الدراما المصرية
ومسلسل سراب يأتي في وقت يتزايد فيه الاهتمام بـ “الفورمات”، وهو مصطلح يشير إلى اقتباس أو استنساخ الأعمال الأجنبية، وتقديمها بصيغة ملائمة للبيئة العربية والمصرية تحديدًا.
فالفورمات يعد أحد أبرز الاتجاهات التي أصبحت تغزو الدراما المصرية، وتستمر في فرض نفسها مع أعمال مثل “موعد مع الماضي”، الذي تم اقتباسه عن المسلسل المكسيكي الشهير “من قتل سارة؟”، و”مفترق طرق”، الذي يعد النسخة المصرية من المسلسل الأمريكي “The Good Wife”.
وقد شهدت السنوات الأخيرة أيضًا مسلسلات أخرى مثل “بين السطور” الذي استوحي من المسلسل الكوري “Misty”، و”سوق الكانتو” المأخوذ عن “بيكي بلايندرز” البريطاني.
ولم يكن مسلسل “سراب” استثناءً من هذا الاتجاه، فقد تم تطويره بناءً على فكرة أسترالية مع إضافة الكثير من التعديلات بما يتماشى مع الذوق المصري.
الفروق بين سراب وبقية المسلسلات المستوحاة
رغم أن مسلسل سراب ينتمي إلى نوعية مسلسلات الفورمات، فإن طريقة تقديمه تختلف نوعًا ما عن أعمال أخرى. فبينما تعتمد مسلسلات مثل “سوق الكانتو” و”مفترق طرق” على الإثارة والتشويق، يقدم “سراب” عمقًا دراميًا أكبر مع تركيز على تحليل الشخصيات والانعكاسات النفسية للأحداث.
وبذلك، يظل مسلسل سراب إضافة متميزة إلى مكتبة المسلسلات المصرية المستوحاة من أعمال أجنبية، فهو يحافظ على المضمون الغربي ويعيد صياغته ليناسب المجتمع المصري دون المساس بجوهر الدراما العالمية.
التعليقات