اكتشاف أثري .. في مؤتمر صحفي هام، كشف عالم الآثار المصري الشهير الدكتور زاهي حواس عن سلسلة من الاكتشافات الأثرية التي أذهلت الباحثين والمتابعين على حد سواء. رئيس البعثة الأثرية المشتركة التابعة لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار، تحدث عن تفاصيل اكتشافات جديدة في منطقة معبد الملكة حتشبسوت، مما يعزز الفهم التاريخي لعصرها ويكشف أسراراً غير مسبوقة.
في خطوة غير مسبوقة، أعلن الدكتور زاهي حواس عن تسجيل برنامج كامل للملكة حتشبسوت، يشمل 1500 حجر تحمل مناظر طبيعية خلابة وتفاصيل دقيقة عن فترة حكمها. هذا الاكتشاف يعد من بين أكبر الاكتشافات التي توفر نظرة شاملة على حياة الملكة المصرية الشهيرة، التي حكمت مصر في الفترة بين 1479 و1458 قبل الميلاد.
في تصريح مثير للجدل، أكد الدكتور حواس على براءة الملك تحتمس الثالث من قتل الملكة حتشبسوت، وهو الموضوع الذي ظل محل نقاش واختلاف بين العلماء لآلاف السنين. أشار حواس إلى أن تحتمس الثالث كان قد قام بترميم معبد حتشبسوت وتزوج ابنتها، مما يؤكد علاقته الودية معها. وصرح قائلاً: “السبب الحقيقي لوفاة الملكة حتشبسوت كان مرض السرطان، وليس القتل كما زعم البعض على مر العصور”. وأضاف: “بعد ثلاثة آلاف عام من إثارة هذه الشائعات، حان الوقت لتوضيح الحقيقة.”
ومن خلال حفائر علمية بدأت في سبتمبر 2022، تمكنت البعثة الأثرية من تحقيق اكتشافات هامة
في المنطقة القريبة من معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري. وكشف حواس عن اكتشاف جزء من أساسات معبد الوادي، الذي كان يقع عند مشارف الوادي ويعد المدخل الرئيسي للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت، المسمى “جسر جسرو”. ويُعتبر هذا المعبد من أجمل المعابد الفرعونية التي تم اكتشافها حتى الآن.
أحد أبرز الاكتشافات كان العثور على عدد كبير من النقوش التي تعود إلى عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، والتي تعد من أندر وأجمل نماذج فن النحت الفرعوني. وأكد حواس أن هذه النقوش لم تكن معروفة من قبل في المتاحف المصرية سوى في نماذج قليلة، مثل متحفي الأقصر والمتروبوليتان. وأضاف أن النقوش المكتشفة حديثاً تعد الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادي، والذي تعرض للهدم خلال عصر الرعامسة والأسرة التاسعة عشرة.
تُظهر هذه الاكتشافات التاريخية أهمية الاستمرار في إجراء الحفائر والبحث الأثري في المواقع الفرعونية. ومن المتوقع أن تكشف المزيد من الأبحاث والبعثات في المستقبل عن أسرار أخرى قد تعيد تشكيل المفاهيم التي نعرفها عن مصر الفرعونية وحكامها.