أصبحت الأنظمة التعليمية تعتمد بشكل متزايد على التقنيات الرقمية لتحسين جودة التعليم وتسهيل إدارة شؤونه، وتعد منصة “مدرستي” من أبرز هذه المبادرات في المملكة العربية السعودية، حيث أطلقت وزارة التعليم هذه المنصة لتكون حلاً شاملاً يدمج بين التعليم الحضوري والإلكتروني، ومن بين المزايا الأساسية التي تقدمها المنصة هي إدارة الحضور والغياب، حيث تتيح للمدارس والمعلمين أدوات فعالة لمتابعة انتظام الطلاب وتفاعلهم مع العملية التعليمية.
إدارة الحضور والغياب تمثل ركيزة أساسية لضمان استمرارية العملية التعليمية، فهي ليست فقط وسيلة لقياس التزام الطلاب بالحضور، بل تساعد أيضًا على رصد مشكلات قد تواجه الطلاب مثل غياب الحافز الدراسي أو وجود صعوبات صحية أو اجتماعية، وعلاوة على ذلك، فإن انتظام الطالب في الحضور يعزز قدرته على التفاعل مع المحتوى التعليمي والمعلمين والزملاء، مما يسهم في تحسين تحصيله الأكاديمي.
إقرأ ايضاً:خطوات إضافة الملفات التفاعلية عبر منصة مدرستي 1446أحدث عروض بطاقات الائتمان في بنك الراجحي لعام 2024
توفر منصة “مدرستي” العديد من الأدوات الرقمية التي تسهل متابعة الحضور والغياب بشكل دقيق وسلس، وفيما يلي أبرز مميزات إدارة الحضور والغياب عبر المنصة:
تمكن المنصة المعلمين من تسجيل حضور الطلاب بشكل يومي أو لكل حصة تعليمية على حدة، ويتم تسجيل الحضور مباشرة عند دخول الطالب إلى الحصة الافتراضية أو أثناء الدروس الحضورية، مما يتيح متابعة فورية لسلوك الطالب التعليمي.
يتم إرسال إشعارات فورية إلى أولياء الأمور في حال غياب أبنائهم عن الحصص أو تأخرهم، وتسهم في تعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة، مما يحفز الطلاب على الالتزام بالحضور بانتظام.
توفر المنصة تقارير تفصيلية لإدارة المدرسة والمعلمين حول نسبة الحضور والغياب لكل طالب أو لكل صف دراسي كما تتيح المقارنة بين فترات زمنية مختلفة، مما يساعد في التعرف على الأنماط وتحديد الأسباب المحتملة وراء الغياب المتكرر.
تتكامل منصة “مدرستي” مع أنظمة تعليمية أخرى لضمان توفر البيانات بشكل مركزي ودقيق، ويمكن للإدارة التعليمية الوصول إلى بيانات الحضور والغياب بسهولة لاتخاذ القرارات المناسبة.
تدعم منصة “مدرستي” إدارة الحضور والغياب في بيئة التعليم المدمج (الحضوري والافتراضي)، مما يسهل التعامل مع الجداول المرنة التي تجمع بين التعليم في المدرسة والتعليم عن بُعد.
بالرغم من المزايا العديدة التي تقدمها منصة “مدرستي” إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه المدارس وأولياء الأمور في إدارة الحضور والغياب:
يعتمد نجاح النظام بشكل كبير على التزام الطلاب بالدخول إلى المنصة وحضور الدروس بانتظام، وهو ما قد يكون صعبًا في بعض الحالات، خاصة مع الطلاب الصغار.
يمكن أن تعيق بعض المشكلات التقنية مثل ضعف الاتصال بالإنترنت أو أعطال في الأجهزة، تسجيل الحضور بدقة لذلك يجب على المدارس توفير دعم فني مستمر لحل هذه المشكلات.
رغم إرسال الإشعارات الفورية، قد لا يتجاوب بعض أولياء الأمور بسرعة مع تنبيهات الغياب، مما يقلل من فعالية هذه الخاصية في تحسين الحضور.
لضمان فاعلية نظام إدارة الحضور والغياب عبر منصة “مدرستي” يمكن اتباع عدد من الحلول والإجراءات التحسينية:
يمكن تنظيم ورش عمل تعريفية لتوضيح أهمية الحضور المنتظم ودور أولياء الأمور في متابعة أبنائهم.
يمكن للمدارس تقديم مكافآت معنوية أو مادية للطلاب الذين يحققون نسب حضور عالية، مما يشجع الآخرين على الالتزام.
يجب توفير حلول تقنية مثل دعم الاتصال بالإنترنت وتوفير أجهزة مناسبة للطلاب لضمان الوصول المستمر إلى المنصة.
يمكن للمرشد الطلابي التدخل في حالة تكرار غياب الطالب، حيث يتم التواصل مع الأسرة وفهم الأسباب الحقيقية وراء الغياب لمعالجتها.