كتب: أحمد زكي
في الوقت الذي غمرت فيه أجواء الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد مدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا، وتزينت شوارعها بالأضواء والألوان، طغت على السطح تساؤلات حول غياب قصر الأمير يوسف كمال عن دائرة الاهتمام والزيارات، رغم مكانته كواحد من أهم المعالم التاريخية في المنطقة.
مشهد احتفالي نابض بالحياة
تميزت احتفالات عيد الميلاد في نجع حمادي بأجواء مفعمة بالبهجة والحيوية، حيث اكتظت الكنائس بالمصلين وسط ترانيم الصلاة وزينة الأعياد، بينما استقبلت الكافيهات والمتنزهات أعدادًا كبيرة من العائلات التي حرصت على قضاء أوقات ممتعة. وساهمت هذه الأجواء الاحتفالية في خلق مشهد يعكس روح المحبة والألفة بين أبناء المدينة.
قصر الأمير يوسف كمال.. معلم تاريخي منسي
على النقيض من المشهد الاحتفالي، لم يحظَ قصر الأمير يوسف كمال، الذي يُعد تحفة معمارية تاريخية تعود إلى بدايات القرن العشرين، باهتمام يليق بمكانته خلال عيد الميلاد. يُعرف القصر بتصميمه الفريد الذي يجمع بين الطرازين الإسلامي والأوروبي، ويُعد شاهدًا على تاريخ المنطقة وتراثها الثقافي. إلا أن الإهمال وقلة الترويج جعلاه بعيدًا عن قائمة أولويات الزوار، حتى في المناسبات الكبرى التي تجذب أعدادًا كبيرة من المواطنين.
آراء المواطنين والخبراء
أعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من غياب الفعاليات الترويجية التي قد تعيد تسليط الضوء على القصر، حيث قال أحدهم: “القصر مليء بالتاريخ والجمال، لكنه يحتاج إلى مزيد من العناية والترويج لإبراز قيمته وجذب الزوار.”
وفي السياق نفسه، أوضح خبراء السياحة أن الإقبال الكبير على المتنزهات والكافيهات يعكس حاجة الأهالي إلى أماكن مفتوحة ومجهزة تناسب الأجواء الاحتفالية، مشددين على أهمية استغلال المواقع التاريخية مثل قصر الأمير يوسف كمال كوجهة سياحية تُثري الاقتصاد المحلي وتُبرز هوية المنطقة الثقافية.
مسؤولية جماعية لإحياء التراث
بينما تستمر أجواء الاحتفالات في مدينة نجع حمادي، يبقى قصر الأمير يوسف كمال بحاجة إلى خطط متكاملة تعيد إليه رونقه وتضعه في مكانة تليق بتاريخه. إن إعادة إحياء هذا المعلم التاريخي لا تقتصر على الجانب السياحي فقط، بل تمتد لتشمل تعزيز ارتباط الأجيال الحالية بموروثها الثقافي وتراثها العريق.
نحو مستقبل أفضل للمعالم التاريخية
لا شك أن الحفاظ على المعالم التاريخية وإبرازها في المناسبات الكبرى يُعد مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين المواطنين والجهات المعنية. فقصر الأمير يوسف كمال ليس مجرد مبنى، بل هو جزء من هوية نجع حمادي وتاريخها، واستثماره بشكل صحيح يمكن أن يجعل منه نقطة جذب سياحي تُثري حياة المدينة اقتصاديًا وثقافيًا.
التعليقات