التخطي إلى المحتوى

كتب: محمد مرزوق

أعلن القيادي الوفدي الشاب محمود أبو السيد، ومدير حركة شباب الوفد بالقاهرة، استقالته رسميًا من حزب الوفد عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وجاء قرار الاستقالة عقب أقل من 24 ساعة على صدور القرار رقم (1) لسنة 2025 الذي وقّعه الدكتور عبد السند يمامة، رئيس الحزب، والذي يقضي بفصل الدكتور السيد البدوي شحاتة من كافة تشكيلات الحزب.

وأوضح “أبو السيد”، في نص استقالته، أسباب مغادرته للحزب الذي قضى فيه 8 أعوام، معتبرًا أن القيادة الحالية، ممثلة في الدكتور عبد السند يمامة، تتبع نهجًا “يضيق الأفق” في إدارة شؤون الحزب، ويسعى لتفريغه من قياداته الوطنية التاريخية، على حد تعبيره.

وقال “أبو السيد”: “أتقدم باستقالتي من حزب الوفد العريق متمنيًا له كل التقدم والازدهار في الحياة السياسية كما عهدناه دومًا. لكنني أعتذر عن الاستمرار بسبب ما يقوم به السيد يمامة من تفريغ الحزب من قياداته الوطنية المحبة لهذا الكيان، وآخرهم الدكتور السيد البدوي، وهو شخصية وطنية ورمز من رموز الحزب. لقد شهدنا فصل العديد من القيادات الوفدية في الفترة الأخيرة، والإصرار على إدارة الحزب من منظور ضيق. لذلك، أجد نفسي غير قادر على البقاء في ظل هذه السياسات التي تُضعف الحزب وتُبعده عن مساره التاريخي”.

احتدام الصراع الداخلي بحزب الوفد

قرار الدكتور عبد السند يمامة، رئيس الحزب، بفصل السيد البدوي، الذي يعد واحدًا من أبرز رموز الحزب وقياداته السابقة، أثار موجة غضب واسعة بين العديد من أعضاء الحزب، وجاء من بينهم القيادي المستقيل محمود أبو السيد الذي وصف قرار الفصل بـ”المجحف” و”الهدام”، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوات تُشكل تهديدًا لوحدة الحزب وتاريخه الممتد لعقود.

وأضاف في تصريحات خاصة لموقع “الحرية”: “فصل قيادات تاريخية كالسيد البدوي يمثل ضربة قاسية للحزب الذي بُني على أساس التعددية والاحتواء، لقد قضيت سنوات في خدمة هذا الكيان، لكن اليوم أشعر بالأسف لما آل إليه حال الوفد تحت قيادة تُصر على تهميش الأصوات الوطنية”.

وأوضح أن “البدوي يُعتبر من الأسماء التي أسهمت في ترسيخ مكانة الوفد في المشهد السياسي المصري، ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة من القرارات المثيرة للجدل التي اتخذتها القيادة الحالية، والتي وصفها مراقبون بأنها تُعمق الانقسامات الداخلية”.

ودعا إلى تدخل الحكماء لإعادة الوفد إلى مساره الصحيح، مضيفًا: “اسقالتي هي رسالة احتجاج واضحة، لكنها ليست النهاية، سأظل أدعم العمل الوطني بعيدًا عن أي سياقات حزبية تُعرقل تطلعات الشباب وتُضعف المؤسسات السياسية التي نحتاجها أكثر من أي وقت مضى”.

واختتم تصريحاته قائلًا إنه مع استمرار الغضب داخل أروقة الحزب، يبقى التساؤل مطروحًا: هل ستؤدي هذه الاستقالات والقرارات المثيرة للجدل إلى إعادة تقييم سياسات حزب الوفد؟ أم أنها بداية لانحدار دور الحزب على الساحة السياسية؟ فالأيام القادمة وحدها ستكشف عن مصير هذه المؤسسة التي كانت يومًا عمودًا رئيسيًا في تاريخ السياسة المصرية”.

الرابط المختصر https://alhorianews.com/nexx

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *