مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في فترة رئاسية ثانية تتزايد التكهنات حول تأثير سياساته الاقتصادية على الاقتصاد العالمي.
ترامب المعروف بنهجه الحمائي وسياساته التجارية الصارمة يثير مخاوف من اندلاع حروب تجارية جديدة قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام الاقتصادي الدولي.
فهل ستكون رئاسته الثانية بداية لتحولات جذرية في العلاقات الاقتصادية الدولية؟ أم أن هناك احتمالات أخرى قد تحمل مفاجآت غير متوقعة؟
عودة ترامب للبيت الأبيض
تشكل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض نقطة تحول في الاقتصاد العالمي. سياساته الحمائية والتوترات التجارية مع الصين تمثل تهديدًا كبيرًا للنمو العالمي، لكنها قد تحمل أيضًا فرصًا لإعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية الدولية.
في ظل هذه التحديات يبقى السؤال: هل ستؤدي سياسات ترامب إلى كساد عالمي أم أنها ستفتح الباب أمام فرص جديدة للنمو؟ الإجابة تعتمد على كيفية تعامل الدول مع هذه التحديات ومدى قدرتها على التكيف مع واقع اقتصادي جديد.
في هذا التقرير نستعرض جميع الجوانب المتعلقة بتأثير سياسات ترامب على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك آراء الصحف العالمية، أداء البورصات، وتوقعات النمو الاقتصادي.
تأثير سياسات ترامب على الاقتصاد العالمي
التوترات التجارية مع الصين
وصف ترامب الصين بأنها “أكبر تهديد للازدهار الأمريكي”، وتعهد بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على الصادرات الصينية. وردًا على ذلك قامت الصين بتقييد مبيعات المعادن النادرة وفتح تحقيقات ضد الشركات الأمريكية.
التأثيرات المتوقعة:
الاقتصاد الأمريكي: ارتفاع أسعار السلع المستوردة وزيادة التضخم.
الاقتصاد الصيني: تباطؤ النمو الاقتصادي بسبب انخفاض الصادرات.
الاقتصاد العالمي: تراجع التجارة العالمية وزيادة التوترات الجيوسياسية.
التأثير على التضخم
تشير التقديرات إلى أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى نقطتين مئويتين، وفي الصين بنسبة 2-4 نقاط مئوية.
توقعات النمو الاقتصادي لعام 2025
الولايات المتحدة
على الرغم من التحديات، من المتوقع أن يحقق الاقتصاد الأمريكي نموًا بنسبة 2.1% في عام 2025، مدعومًا بالإنفاق الحكومي وزيادة الإنتاج الصناعي.
الصين
تواجه الصين تحديات كبيرة، بما في ذلك أزمة العقارات وتباطؤ النمو، لكنها قد تستفيد من سياسات التحفيز الحكومية لتعويض تأثير الحرب التجارية.
أوروبا
تعاني أوروبا من تباطؤ النمو وارتفاع التضخم، حيث من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الألماني بنسبة 0.7% فقط في عام 2025.
الاقتصادات الناشئة
تشير التوقعات إلى أن الاقتصادات الناشئة مثل الهند والبرازيل ستكون أقل تأثرًا بالحرب التجارية، لكنها ستعاني من انخفاض الطلب العالمي.
التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي
ارتفاع أسعار الفائدة
مع ارتفاع أسعار الفائدة عالميًا، تواجه الحكومات والشركات صعوبة في تمويل مشاريعها، مما يضعف النشاط الاقتصادي.
أزمة الطاقة
تؤدي التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى تقلبات في أسعار الطاقة، مما يزيد من الضغوط على الاقتصادات العالمية.
التغيرات التكنولوجية
في ظل هذه التحديات، تبرز التكنولوجيا كعامل رئيسي للنمو، حيث تلعب قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة دورًا مهمًا في دفع عجلة الاقتصاد.
احتمالات التعاون الدولي
على الرغم من التوترات، هناك احتمال أن تسعى الدول إلى التعاون لتجنب كساد عالمي. قد تكون “الصفقة الكبرى” بين الولايات المتحدة والصين هي المفتاح لتخفيف التوترات وتحقيق استقرار اقتصادي.
دور الدولار في الاقتصاد العالمي
يظل الدولار الأمريكي العملة المهيمنة عالميًا، لكنه يواجه تحديات متزايدة. سياسات ترامب قد تؤثر على مكانة الدولار في النظام المالي العالمي.
تراجع دور الدولار
استخدام الدولار يتراجع ببطء: على الرغم من هيمنته، إلا أن هناك توجهًا عالميًا نحو تقليل الاعتماد على الدولار في التجارة الدولية.
ارتفاع أسعار السلع عالميًا: قد يؤدي تراجع الدولار إلى زيادة تكلفة السلع المستوردة، مما يؤثر على الاقتصادات النامية بشكل خاص.
تأثير السياسات المالية
خفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي، كما وعد ترامب، قد يؤدي إلى:
زيادة العجز في الميزانية الفيدرالية.
ارتفاع أسعار الفائدة، مما يضعف الطلب على الدولار.
زيادة التقلبات في الأسواق المالية العالمية.
التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي في 2025
التوترات الجيوسياسية
إلى جانب التوترات التجارية، يواجه الاقتصاد العالمي تحديات أخرى، مثل:
الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، التي تؤثر على أسعار الطاقة.
الاضطرابات السياسية في أوروبا، خاصة في ألمانيا وفرنسا.
تباطؤ النمو في الصين، التي تكافح لإنعاش اقتصادها.
ارتفاع تكاليف الاقتراض
مع ارتفاع أسعار الفائدة عالميًا، تواجه الحكومات والشركات تحديات كبيرة في تمويل مشاريعها. هذا الوضع يختلف عن فترة أسعار الفائدة المنخفضة التي أعقبت الأزمة المالية في عام 2008.
تأثير التكنولوجيا
في ظل هذه التحديات، تبرز التكنولوجيا كعامل رئيسي للنمو. قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة قد تلعب دورًا مهمًا في دفع عجلة الاقتصاد العالمي، رغم التوترات التجارية والجيوسياسية.
هل تؤدي الحروب التجارية إلى كساد عالمي؟
تعتبر الحروب التجارية واحدة من أكبر المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي. إذا نفذ ترامب تهديداته بفرض تعريفات جمركية واسعة النطاق، فقد يؤدي ذلك إلى:
انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 0.75% بحلول نهاية العقد.
تراجع التجارة العالمية بنسبة 3%.
تأثر آسيا بشكل خاص، حيث تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة والصين.
آراء الصحف العالمية حول تأثير سياسات ترامب على الاقتصاد العالمي
صحيفة “التليجراف” البريطانية
تشير صحيفة التليجراف إلى أن رئاسة ترامب الثانية قد تشهد تصعيدًا كبيرًا في الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما قد يؤدي إلى حرب تجارية واسعة النطاق. ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى احتمال مفاجئ يتمثل في تقديم الصين تنازلات كبيرة لترامب، مما قد يؤدي إلى عقد “صفقة كبرى” بين البلدين.
صحيفة “الجارديان”
ترى الجارديان أن الاقتصاد العالمي يدخل عام 2025 وسط توترات جيوسياسية متزايدة، مع توقعات بأن تكون سياسات ترامب التجارية هي العامل الأكثر تأثيرًا على الأداء الاقتصادي العالمي. وتشير الصحيفة إلى أن تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية شاملة على الواردات قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في الأسواق العالمية.
وكالة “فرانس برس”
تصف فرانس برس سياسات ترامب بأنها تهديد للاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن فرض تعريفات جمركية عقابية قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم وانخفاض النمو. وتضيف الوكالة أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تكلف الاقتصاد العالمي مئات المليارات من الدولارات بحلول نهاية العقد.
صحيفة “التايمز” البريطانية
تناقش التايمز التقلبات المتوقعة في الاقتصاد العالمي بفعل سياسات ترامب، مشيرة إلى أن التعريفات الجمركية المقترحة قد تكون العامل الأكثر أهمية في تحديد الأداء الاقتصادي لعام 2025. وترى الصحيفة أن الاقتصاد العالمي يعاني بالفعل من هشاشة بسبب التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة، مما يجعل سياسات ترامب أكثر تأثيرًا.
أداء البورصات العالمية مع بداية 2025
الأسواق الأمريكية
مع بداية العام الجديد 2025، أظهرت الأسواق الأمريكية استجابة إيجابية نسبية، حيث ارتفعت المؤشرات الرئيسية:
مؤشر داو جونز: ارتفع بنسبة 0.48%.
مؤشر ناسداك: سجل ارتفاعًا بنسبة 0.58%.
مؤشر إس آند بي 500: ارتفع بنسبة 0.62%.
الأسواق الأوروبية
على النقيض، شهدت الأسواق الأوروبية تراجعات ملحوظة بسبب المخاوف من تأثير سياسات ترامب التجارية:
مؤشر داكس الألماني: انخفض بنسبة 0.43%.
مؤشر ميب الإيطالي: تراجع بنسبة 0.44%.
مؤشر كاك 40 الفرنسي: سجل انخفاضًا بنسبة 1.01%، مدفوعًا بتوقعات اقتصادية سلبية في الصين.
الأسواق الآسيوية
في آسيا، تأثرت الأسواق بالتوقعات السلبية للاقتصاد الصيني، حيث يعاني قطاع العقارات من أزمة ممتدة، مما أدى إلى تراجع الثقة في الأداء الاقتصادي للمنطقة.
تعليقات