يتساءل الكثيرين، عن هل صلاة الرغائب بدعة؟، حيث تصدرت ليلة الرغائب اهتمامات العديد من الأشخاص في الساعات القليلة الماضية، تزامناً مع حلول شهر رجب 2025.
حكم صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب
تُثار العديد من التساؤلات مع دخول شهر رجب حول صلاة ليلة الرغائب، التي يعتقد البعض أنها وسيلة للتقرب إلى الله في أول ليلة جمعة من الشهر، مع صيام يوم الخميس السابق لها.
ورغم أن النوايا الطيبة هي المحرك الأساسي لأداء هذه الصلاة، فإن الآراء الفقهية تشير إلى أن هذه العبادة لا أصل لها في الشريعة الإسلامية.
دار الإفتاء تحسم الجدل حول صلاة الرغائب
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الرغائب بدعة منكرة، استنادًا إلى ما ورد في الموسوعة الفقهية (22/262)، التي ذكرت أن الحنفية والشافعية نصوا على أن هذه الصلاة، سواء في أول جمعة من رجب أو ليلة النصف من شعبان، هي بدعة لا أصل لها في الدين.
وفي كتاب “المجموع” للإمام النووي، أوضح النووي أن الحديث المنسوب لصلاة الرغائب باطل، وأن هذه الصلاة ظهرت بعد القرون الأولى للإسلام ولم تكن معروفة بين العلماء المتقدمين، وعلاوة على ذلك، قد أشار إلى جهود الإمام أبو محمد عبد الرحمن المقدسي الذي كتب في إبطال هذه الصلاة.
أما الشيخ الرملي الكبير، فقد أكد أن الأحاديث المتعلقة بصلاة الرغائب كاذبة، وشدد على عدم وجود أي دليل شرعي يثبت مشروعية تخصيص ليلة معينة بعبادة محددة دون دليل واضح.
فضل شهر رجب وأهمية العبادات العامة
في سياق الحديث عن شهر رجب، أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الديار السابق، أن رجب من الأشهر الحُرم التي تُستحب فيها الأعمال الصالحة عمومًا.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصيام، خاصة في الأشهر الحُرم، حيث قال:
«أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل».
ومن الأفعال المستحبة في شهر رجب
- الصيام: خاصةً أيام الاثنين والخميس، والأيام البيض (13، 14، 15 من الشهر القمري).
- الصدقات: كونها من أفضل القربات لله.
- الإكثار من الذكر: وقراءة القرآن والدعاء.
ويجدر الإشارة إلى أنه لا يُستحب تخصيص أول ليلة جمعة من رجب بصلاة الرغائب، إذ إنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام، وتُعتبر من البدع المستحدثة التي ينبغي تركها، وبدلاً من ذلك، يُنصح المسلمون بالالتزام بالعبادات الثابتة التي لها أصل شرعي واضح.
تعليقات