في مشهد مؤثر ومليء بالعواطف، عاد الشيخ محمد راتب النابلسي إلى مسجده في دمشق بعد غياب دام 14 عامًا، إثر الضغوط التي تعرض لها من قبل نظام بشار الأسد. هذه العودة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدروس، خاصةً في ظل الظروف السياسية المعقدة التي مرّت بها سوريا في السنوات الأخيرة. الشيخ النابلسي، الذي يعتبر من أبرز علماء المسلمين في العصر الحديث، عاد إلى دمشق ليحضر مجددًا في المكان الذي شهد بداياته العلمية والروحانية.

عودة الشيخ محمد راتب النابلسي إلى دمشق بعد 14 عامًا من المنفى

بعد سنوات من التوتر والضغوط السياسية، قرر الشيخ محمد راتب النابلسي العودة إلى سوريا التي غادرها منذ 14 عامًا بسبب مواقفه المعارضة للنظام السوري. لم تكن العودة سهلة، فقد كانت مليئة بالمشاعر المتناقضة بين الفرح والدموع. وفي لحظة مؤثرة، وقف النابلسي في مسجده الذي شهد سنوات من العلم والدعوة، ليعلن عن عودته معترفًا بحجم التحديات التي مرت بها البلاد، لكنه أكد أن العودة إلى هذا المكان كان بمثابة رسالة أمل لكل السوريين.

العلاقة بين الشيخ النابلسي والنظام السوري وتأثيرها على عودته

منذ بداية الأزمة السورية، كانت مواقف الشيخ محمد راتب النابلسي واضحة وصريحة ضد النظام الحاكم، الأمر الذي جعله هدفًا للضغوط من قبل السلطات. ففي وقت سابق، تعرض لتهديدات من النظام بسبب مواقفه السياسية، لاسيما رفضه التواطؤ مع ما كان يُرتكب من انتهاكات بحق الشعب السوري. ولكن بعد مرور سنوات، وبعد أن تغيرت الأوضاع السياسية في سوريا، أعلن عن قبوله العودة بشرط الابتعاد عن السياسة، وهو ما رفضه الشيخ النابلسي في وقتها، مؤكدًا على تمسكه بمبادئه.

محمد راتب النابلسي

الدموع والتهليل: مشاعر الشيخ النابلسي لدى العودة إلى مسجده

لحظة العودة إلى مسجده كانت مليئة بالدموع والتهليل. الشيخ محمد راتب النابلسي لم يخفِ مشاعره، فقد عبر عن تأثره العميق بلقاء طلابه ومحبيه بعد سنوات من الغياب. وتجمع حوله الكثير من محبيه الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر، ليشهدوا عودة عالم كبير أثر في مسيرتهم العلمية والروحية. كانت عودته بمثابة عودة للعلم والتعلم في سوريا، بعد سنوات من القمع والظلم.

النابلسي يعبر عن أهمية الاستقامة والنصر في سوريا

في كلمته التي ألقاها بعد عودته، شدد الشيخ محمد راتب النابلسي على أهمية الالتزام بالاستقامة والتمسك بأسباب النصر في سوريا. وقال إن “النصر لا يأتي إلا من طاعة الله وحب الخير والاهتمام بالآخرين”، مؤكدًا أن هذه القيم يجب أن تبقى حاضرة في الحياة اليومية للمجتمع السوري. وأضاف النابلسي أن النصر يكون دائمًا مرتبطًا بقيم الاستقامة، ويجب أن يستمر السوريون في العمل على تحقيق هذه القيم مهما كانت التحديات.

دور الإعلام في سوريا: دعوة إلى الارتقاء بالمحتوى المقدم

لم تقتصر كلمة الشيخ النابلسي على الحديث عن القيم الروحية فقط، بل تحدث أيضًا عن أهمية الإعلام في سوريا. وأكد أن الإعلام يلعب دورًا حاسمًا في حياة الشعوب، مشيرًا إلى ضرورة أن يرتقي الإعلام السوري في المرحلة المقبلة بما يساهم في تحسين الصورة العامة للبلاد. كما دعا إلى تقديم محتوى إعلامي يرتكز على القيم الإنسانية والأخلاقية، وهو ما يراه ضروريًا في الوقت الراهن.

شاهد على تاريخ طويل: أهمية مسجد محمد راتب النابلسي في دمشق

واختار الشيخ محمد راتب النابلسي أن تكون أولى خطواته بعد العودة إلى سوريا هي زيارة مسجد عائلته في دمشق، الذي يعتبر شاهدًا على تاريخ طويل من العلم والتعليم. هذا المسجد الذي أسسته عائلة النابلسي منذ أكثر من أربعة قرون، كان في يوم من الأيام مركزًا هامًا لنشر العلم والمعرفة. ورغم الصعوبات التي مر بها المسجد في السنوات الأخيرة، خاصة بعد خروج الشيخ النابلسي من سوريا، إلا أن عودته إليه تمثل بداية جديدة للعلم في هذا المكان العريق.

محمد راتب النابلسي

الشيخ النابلسي: إنسان مثقف ومحبوب بين الناس

على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن، كان الشيخ محمد راتب النابلسي واحدًا من أبرز العلماء الذين قدموا العلم والإرشاد في سوريا والعالم العربي. إسهاماته في تقديم الدروس والمحاضرات، بالإضافة إلى برامجه التلفزيونية والإذاعية، جعلت منه شخصية محبوبة ومؤثرة. لا يقتصر تأثيره على مجاله الأكاديمي فقط، بل امتد ليشمل العديد من المجالات الاجتماعية والإنسانية، حيث تميز بروح طيبة وأسلوب هادئ في تقديم المعرفة.

عودة محمد راتب النابلسي التي تحمل الأمل: هل تصبح سوريا على موعد مع مرحلة جديدة؟

عودة الشيخ محمد راتب النابلسي إلى سوريا تحمل في طياتها الأمل لمستقبل أفضل، ليس فقط في مجال العلم، بل في مجال تجديد القيم الروحية والإعلامية في المجتمع السوري. يعود النابلسي اليوم ليكون عنصرًا فاعلًا في إعادة بناء البلاد من خلال العلم والإرشاد، وهو ما يتطلع إليه الكثير من السوريين الذين يثقون في قدرته على صناعة التغيير للأفضل.

الشيخ محمد راتب النابلسي يعود ليكمل مسيرته في خدمة العلم والدعوة

في النهاية، تمثل عودة الشيخ محمد راتب النابلسي إلى سوريا بعد 14 عامًا من الغياب علامة فارقة في تاريخ البلاد. هو ليس فقط عالمًا ومفكرًا، بل هو رمز من رموز الصبر والإصرار على المبادئ. عودته إلى مسجده ومجتمعه تؤكد على أن العلم والدعوة لا يتوقفان، حتى في أحلك الظروف.
اقرأ أيضًا:قرار ليفربول ببيع داروين نونيز في 2025.. هل ينجح الفريق في تعويضه بمهاجم جديد؟

الرابط المختصر https://alhorianews.com/ry47