كتبت منة عثمان:

في الآونة الأخيرة، قضية مخدر اغتصاب الفتيات GHB، أثارت جدلًا واسعا، حيث أصبح “مخدر GHB” (جاما هيدروكسي بيوتيريت) حديث الساعة في العديد من القضايا الجنائية، خاصة في الحوادث التي تتعلق بالاعتداءات الجنسية.

يُطلق عليه أحيانًا اسم “مخدر اغتصاب الفتيات GHB” بسبب استخدامه في ارتكاب الجرائم الجنسية من خلال إسقاط ضحاياه في حالة من فقدان الوعي المؤقت، مما يسهل على المجرمين استغلال الضحايا، وفي هذا التقرير، نناقش طبيعة المخدر، انتشاره في مصر، والجهود المبذولة لمكافحته.

ما هو مخدر GHB؟

يُعتبر مخدر GHB سائل عديم اللون والطعم والرائحة، ويُستخدم عادة في بعض العلاجات الطبية تحت إشراف مختصين.

يمكن أن يُستخدم كمُحفز لتحسين الحالة النفسية أو للمساعدة في علاج النوم القهري، ولكنه يُسحب من السوق بصورة غير قانونية في العديد من الدول لاستخدامه في الأغراض الإجرامية.

ويتميز GHB بتأثيره المهدئ على الجهاز العصبي المركزي، حيث يعمل على تهدئة الأعصاب، مما يؤدي إلى النعاس وفقدان الوعي لدى الضحايا.

ويتم إضافة هذا المخدر بسهولة إلى المشروبات دون أن يلاحظه الضحية، ويُسبب تأثيره سريانًا سريعًا في الجسم بحيث يُصبح الشخص غير قادر على المقاومة أو تذكر ما حدث بعد استيقاظه.

مخدر اغتصاب الفتيات GHB

الانتشار في مصر

في الآونة الأخيرة، بدأت مصر تشهد حالات عديدة لاستخدام GHB في الجرائم الجنسية، مما دفع السلطات المصرية إلى تكثيف الجهود لمكافحته.

في نوفمبر 2024، ضبطت وزارة الداخلية المصرية كميات ضخمة من المخدر في مناطق مختلفة من القاهرة، حيث كانت تُستخدم لتسهيل ارتكاب اعتداءات جنسية على ضحايا غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم.

في حادثة بارزة، تم ضبط بلوجر شهيرة تُروج لهذا المخدر عبر منصاتها الاجتماعية، حيث كانت تبيع كميات كبيرة منه بأثمان باهظة، هذا الحادث سلط الضوء على خطورة هذه المادة في تزايد الجرائم الجنسية وأهمية مكافحة تداوله.

حالات تعرضت لمخدر GHB

في نوفمبر 2024، ألقت السلطات المصرية القبض على إعلامية مشهورة بتهمة حيازة وترويج مخدر GHB.

وفقًا للتحقيقات، كانت المتهمة تستورد المخدر عبر مواقع إلكترونية دولية، ثم تهربه إلى مصر داخل عبوات تابعة لشركات النظافة بغرض التمويه، بهدف ترويجه بين فئات الشباب وتحقيق أرباح غير مشروعة.

هذا يعد مثالًا صارخًا على “قضية مخدر اغتصاب الفتيات GHB“، والتي تسببت في تهديد حياة العديد من الأشخاص.

كما تم ضبط كمية كبيرة من المخدر بحوزة شخصين في القاهرة، حيث كانا يخططان لاستخدامه في ارتكاب جرائم اغتصاب.

ووفقًا لوزارة الداخلية، تم استيراد المخدر عبر مواقع إلكترونية دولية وتهريبه إلى مصر داخل عبوات تابعة لشركات النظافة بغرض التمويه.

مخدر اغتصاب الفتيات GHB

التأثيرات الخطيرة للمخدر على المجتمع

يُعد استخدام GHB في الاعتداءات الجنسية تهديدًا حقيقيًا لسلامة المجتمع، حيث يُسهل على المعتدين ارتكاب الجرائم دون أن يُلاحظ أو يتذكر الضحية ما حدث، مما يجعل الأمر معقدًا بالنسبة للشرطة في تحقيقاتها.

هذه الممارسات لا تؤدي فقط إلى أضرار جسدية ونفسية للضحايا، بل تقوض أيضًا من قدرة النظام القضائي على تحقيق العدالة بسبب عدم وجود دليل ملموس على الحادثة.

كما أن انتشار هذا المخدر يؤدي إلى تعزيز حالة من عدم الثقة في المجتمع، حيث يصبح من الصعب على الأفراد ضمان سلامتهم في الأماكن العامة أو الخاصة.

ما الذي يجب على الفتيات فعله لحماية أنفسهن؟

لحماية أنفسهن من مخاطر مخدر GHB، يجب على الفتيات اتخاذ بعض الاحتياطات المهمة:

1. تجنب قبول المشروبات من الغرباء: يجب على الفتيات تجنب قبول المشروبات من أشخاص غير موثوق بهم أو من دون مراقبة مباشرة.

2. الاحتفاظ بكأس المشروب في مكان آمن: إذا كان يجب ترك المشروب لأي سبب، من الأفضل حمله معهن أو تغطيته جيدًا لتقليل خطر إضافة المخدر.

3. تجنب الأماكن المعزولة أو المظلمة: من الأفضل أن تكون الفتيات في أماكن عامة مع مجموعة من الأصدقاء.

4. الوعي بمخاطر المخدرات: يجب على الفتيات معرفة علامات الإصابة بـ GHB، مثل الشعور بالتعب الشديد أو الغثيان أو عدم القدرة على تذكر أحداث ما بعد استهلاك المشروبات.

5. الاستعانة بالمراقبة الجماعية: من الأفضل أن يكون الشخص دائمًا برفقة الأصدقاء الموثوق بهم، وأن يتجنب التواجد بمفرده في أماكن قد تكون عرضة للخطر.

مخدر اغتصاب الفتيات GHB

جهود مكافحة GHB

لمكافحة هذا المخدر الخطير، بدأ الأمن المصري بتكثيف حملات التفتيش والضبط في مختلف المناطق.

تم أيضًا تعزيز التعاون مع الدول الأخرى لمكافحة تهريب GHB عبر الحدود.

في الوقت نفسه، بدأ الإعلام والمؤسسات التعليمية والصحية في نشر التوعية حول مخاطر هذا المخدر وكيفية تجنبه.

إضافة إلى ذلك، تم إطلاق حملات توعية للتعريف بالمخاطر المتعلقة بـ GHB وكيفية التعرف عليه.

كما دعت السلطات المحلية إلى تعزيز الرقابة على المنشآت التجارية لضمان عدم استخدام هذا المخدر في أي شكل من الأشكال.

التوعية والتثقيف المجتمعي

يُعد التثقيف المجتمعي جزءًا أساسيًا من مكافحة هذا المخدر، فمن خلال نشر المعلومات حول تأثيراته، يمكن للأفراد حماية أنفسهم من الوقوع في فخ استخدامه، كما ينبغي على الأسر والمدارس والجامعات التركيز على توعية الشباب خاصةً حول هذه الظاهرة.

إن انتشار “قضية مخدر اغتصاب الفتيات GHB” في المجتمع المصري يشكل تهديدًا حقيقيًا، ويستوجب تعاون جميع الجهات المعنية لمكافحة تداوله وحماية الأفراد من الجرائم التي قد تُرتكب باستخدامه.

الرابط المختصر https://alhorianews.com/ay2d