شهدت العاصمة المصرية القاهرة اليوم واقعة مأساوية هزّت الأوساط الجامعية والمجتمعية، بعد أن أقدم طالب جامعي على الانتحار بإلقاء نفسه أمام قطار بمحطة جامعة القاهرة، مما أدى إلى توقف حركة القطارات بالخط الثاني للمترو لساعات طويلة، مخلفًا صدمة عارمة بين الركاب وسكان المنطقة.
وقع صباح اليوم الأربعاء الموافق 1 يناير 2025 حادث مأساوي بمحطة مترو جامعة القاهرة على الخط الثاني (شبرا الخيمة – المنيب)، حيث أقدم طالب جامعي، يبلغ من العمر 21 عامًا ويدرس بكلية الهندسة، على إنهاء حياته بإلقاء نفسه أمام أحد القطارات القادمة باتجاه المنيب.
بحسب بيان رسمي صادر عن الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، وقع الحادث في تمام الساعة 8:45 صباحًا، في ذروة ازدحام المحطة بالطلاب والعاملين. وفور وقوع الحادث، تم فصل التيار الكهربائي عن السكة الحديدية في الاتجاه المتأثر، ما أدى إلى توقف حركة القطارات بالخط الثاني بالكامل لمدة ساعتين تقريبًا، إلى حين رفع الجثمان واستعادة التشغيل التدريجي.
فور الإبلاغ عن الحادث، هرعت فرق الإسعاف والشرطة إلى موقع الحادث. وتم نقل الجثمان إلى مستشفى قصر العيني لإجراء الفحوصات اللازمة وإعداد التقرير الجنائي.
وأعلنت مصادر طبية أن الطالب فارق الحياة على الفور نتيجة إصابات خطيرة في الرأس والجسد.
صرح المتحدث باسم مترو الأنفاق، المهندس أحمد عبد العال، أن الشركة تعمل على تقليل تأثير الحادث على حركة القطارات، وتم توفير حافلات نقل عام لنقل الركاب بين المحطات المتضررة.
وأكدت التقارير أن حركة القطارات استؤنفت بشكل كامل في تمام الساعة 10:30 صباحًا.
قال أحد الركاب، ويدعى أحمد سعيد، وهو طالب بكلية التجارة، إنه رأى الطالب يقف على الرصيف في حالة توتر واضحة قبل أن يلقي بنفسه أمام القطار بشكل مفاجئ.
وأضاف: “كان المشهد صادمًا للغاية، والركاب كانوا في حالة هلع وذهول.”
وفقًا لمصادر قريبة من التحقيق، أشار زملاء الطالب إلى أنه كان يعاني من ضغوط نفسية كبيرة نتيجة مشاكل دراسية وأسرية، وهو ما يرجح كونه الدافع وراء انتحاره.
تأتي هذه الحادثة في ظل تقارير صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تشير إلى ارتفاع معدلات الانتحار في مصر، حيث تم تسجيل 3,800 حالة انتحار خلال العام الماضي، بزيادة تقدر بـ15% مقارنة بالأعوام السابقة. وأفادت منظمة الصحة العالمية أن الضغوط النفسية والاقتصادية تعد من أبرز مسببات الانتحار في المنطقة العربية.
انتشرت الواقعة بسرعة عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث تناولتها قنوات فضائية مثل “سكاي نيوز” و”BBC العربية”، مشيرة إلى ضرورة تسليط الضوء على الضغوط النفسية التي يعاني منها الشباب.
تعليقات