مصطفى الفقي لـ«الحرية»: قصف مستشفى كمال عدوان تعدٍ على كافة القوانين والأعراف الدولية

مصطفى الفقي لـ«الحرية»: قصف مستشفى كمال عدوان تعدٍ على كافة القوانين والأعراف الدولية

أعرب الدكتور مصطفى الفقي، الدبلوماسي السابق والسياسي ورئيس مكتبة الإسكندرية الأسبق، عن صدمته البالغة واستنكاره العميق لهذا الاعتداء السافر الذي طال مرفقًا إنسانيًا من الدرجة الأولى.

وقال «الفقي» في تصريح خاص لـ«الحرية»، إن قصف مستشفى كمال عدوان يُعد تعد صارخ على كافة القوانين والأعراف الدولية، وهو دليل على أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس الإرهاب بأبشع صوره، دون رادع أو عقاب “.

وأضاف، أن هذا الهجوم لم يكن مجرد عمل عسكري، بل هو رسالة متعمدة تحمل في طياتها انتهاكًا صارخًا لكل القيم الإنسانية، وإن ما جرى في مستشفى كمال عدوان ليس مجرد قصف عشوائي أو خطأ عسكري كما يدّعي الاحتلال، بل هو جريمة متعمدة تستهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني وقتل كل أمل في حياته، مشيرا إلى أن المستشفى التي كان من المفترض أن تكون ملاذًا للمرضى والمصابين، تحولت إلى شاهد على همجية لا تعرف حدودًا، وإلى مقبرة جماعية تختزل مأساة أمة بأكملها.

وأشار إلى أن استهداف المستشفيات يعني قتل الحياة في أنقى صورها، ويُظهر وجه الاحتلال الحقيقي، الذي لا يعترف لا بأخلاقيات الحرب ولا بحرمة الأماكن الإنسانية، وإن اختيار مستشفى كمال عدوان كهدف عسكري يُظهر بوضوح أن الاحتلال يسعى لترويع المدنيين وزرع الخوف في قلوبهم. استهداف المستشفيات والمدارس والمنازل لم يعد استثناءً، بل هو استراتيجية ممنهجة لطمس أي مظاهر للحياة في فلسطين.

وفي تحليل سياسي معمق، اعتبر الفقي، أن استمرار الصمت الدولي حيال هذه الجرائم يُعد تواطؤًا غير مباشر، قائلاً:  «إن المجتمع الدولي، بقياداته ومؤسساته، بات مطالبًا اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يتحرك لوضع حد لهذه المجازر. فلا سلام يمكن أن يُبنى على جماجم الأبرياء، ولا أمن يتحقق على حساب الإنسانية».

وأوضح «الفقي»، أن هذا الهجوم الوحشي يأتي في توقيت حساس، حيث تسعى بعض الأطراف الدولية لدفع عجلة السلام، لكنه يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض أي حل عادل للقضية الفلسطينية، ويفضل الاستمرار في التصعيد العسكري وإراقة الدماء.

وأكد أن الموقف الدولي، الذي يكتفي بالإدانة الخجولة أو التغاضي الكامل، بات يشكل غطاءً غير مباشر لاستمرار الجرائم الإسرائيلية، متسائلا: «أين هي المؤسسات الدولية التي تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان؟ أين هي القوى الكبرى التي تملأ الدنيا شعارات عن العدل والسلام؟ إن العالم اليوم يقف أمام اختبار حقيقي، وعليه أن يثبت أن دماء الأبرياء ليست أرخص من المصالح السياسية».

وفي رسالة وجهها إلى القادة العرب، قال «الفقي»، إن هذه اللحظة تستدعي منا جميعًا وقفة حاسمة. فلسطين ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية وجود وهوية. ما حدث في مستشفى كمال عدوان يذكرنا بأننا جميعًا مسؤولون عن هذا الجرح المفتوح، وعن ضرورة الوقوف مع أشقائنا الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة.

كما دعا أيضًا إلى توحيد الصف الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الانقسام الداخلي يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني ويعطي الاحتلال فرصة أكبر لتنفيذ مخططاته.

وقال: “الاحتلال يستفيد من كل لحظة ضعف أو انقسام بين الفلسطينيين، ولهذا فإن الوحدة الوطنية ليست خيارًا، بل هي ضرورة ملحة لمواجهة التحديات الراهنة “.

وأردف الفقي قائلاً،  «هكذا تظل فلسطين قلب الأمة، تنزف لكنها لا تنكسر، تصرخ لكن صوتها يتردد في كل مكان، حاملةً معها وصايا الشهداء: أن لا ننسى، وأن نظل على العهد حتى يُرفع الظلم، ويعود الحق لأصحابه».

واختتم الفقي حديثه برسالة مفعمة بالأسى والأمل معًا:«رغم الدمار الذي حل بمستشفى كمال عدوان، ورغم المأساة التي لن تمحى من ذاكرة الشعب الفلسطيني، فإن هذه الجرائم ستظل وصمة عار تطارد الاحتلال، وشاهدًا على صمود شعب لا يزال يتمسك بحقه رغم الطغيان. وإن الدماء التي سالت في مستشفى كمال عدوان ليست مجرد أرقام تُضاف إلى سجلات المآسي، بل هي أرواح أزهقت في لحظة ظلم صارخة. لكن هذه الجرائم، مهما طالت، لن تُطفئ شعلة النضال الفلسطيني. ستظل القضية حية في قلوبنا، وستظل فلسطين رمزًا للحق المسلوب الذي لا بد أن يعود».

 

الرابط المختصر https://alhorianews.com/d4s9

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *