أثارت العلامة التجارية “ديجافو” موجة من الغضب في مصر والعالم بعد طرحها حذاءً جديدًا بتصميم اعتبره الكثيرون مسيئًا للديانة المسيحية. الحذاء الذي احتوى على رسم للصليب من الداخل، والذي يسمح للمستخدم بدهس هذا الرسم أثناء ارتدائه، أصبح محط انتقادات واسعة من الأقباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ومع تصاعد الجدل، سارعت ديجافو إلى تقديم اعتذار رسمي وسحب المنتج من الأسواق. ومع ذلك، لم تنتهِ الأزمة بعد، إذ يواصل الأقباط مطالباتهم بمقاطعة العلامة التجارية.
عندما أطلقت “ديجافو” حذاءً جديدًا في أسواقها، لم تكن الشركة تتوقع أن يتسبب هذا التصميم البسيط في أزمة دينية كبيرة. فالتصميم الذي تضمن رسمًا للصليب داخل الحذاء كان يحتوي على ميزة تجعل الرسم ظاهرًا عند ارتداء الحذاء، مما يتيح للشخص الدهس على هذا الرسم خلال مشيه. وهو ما اعتبره العديد من المسيحيين إهانة صريحة للرموز الدينية التي تحظى بمكانة كبيرة في قلوبهم.
هذا التصميم الذي كان جزءًا من مجموعة جديدة من الأحذية في فروع ديجافو، أثار ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب المستخدمون بسرعة سحب المنتج من الأسواق، مؤكدين أن الأمر يتجاوز حدود التصميمات الجمالية إلى ما هو أكثر حساسية يتعلق بالمعتقدات الدينية.
انفجرت منصات السوشيال ميديا بعد انتشار صور الحذاء، حيث امتلأت صفحات الأقباط بدعوات لمقاطعة ماركة ديجافو. الغضب كان واضحًا في تعليقات المستخدمين الذين اعتبروا أن مثل هذا التصميم لا يمكن أن يكون مجرد حادث عرضي، بل هو تجاوز لحدود الاحترام تجاه ديانتهم. وعلى الرغم من أن البعض اعتبره مجرد “خطأ غير مقصود”، إلا أن أغلب الأقباط اعتبروا أن ديجافو كانت بحاجة إلى مراعاة حساسية الموضوع بشكل أكبر.
في خطوة سريعة لتخفيف حدة الأزمة، أصدرت “ديجافو” بيانًا رسميًا عبر منصاتها على السوشيال ميديا، تعتذر فيه للجمهور عن أي إساءة قد تكون تسببت بها. البيان أكد على احترام ديجافو لجميع الأديان والمعتقدات، وأعلن عن سحب المنتج المثير للجدل من جميع فروعها على مستوى مصر. وقال البيان: “تتقدم ديجافو مصر باعتذار من القلب لجميع عملائها الكرام لما سببه تصميم لأحد المنتجات من أذى لمشاعرهم. تم سحب المنتج من الأسواق وتأكيدًا على احترامنا لجميع المعتقدات، سنواصل العمل على مراجعة تصميماتنا بشكل أكثر دقة.”
ومع ذلك، فقد جاءت هذه الاعتذارات بعد ساعات من انتشار الحملة الشعبية على السوشيال ميديا، ما يعكس حجم الجدل الذي أحدثه الحذاء.
واحدة من أبرز الأسئلة التي يطرحها الكثيرون هي: هل كان هذا التصميم مقصودًا؟ بعض المتابعين أكدوا أن الحذاء لم يكن يعبر عن نية للإساءة، مؤكدين أن التصميم كان مجرد فكرة مبتكرة من الشركة ولم يكن الهدف منه أي إهانة. بينما يرى آخرون أن الشركة كانت بحاجة إلى أن تكون أكثر وعيًا وتأنيًا في تصميم المنتجات التي تحمل رسومات قد تكون حساسة لمشاعر بعض الأديان.
ومع استمرار الجدل، يطالب العديد من الأقباط في مصر بأن يتم تشديد الرقابة على التصاميم التجارية في المستقبل، خاصة فيما يتعلق باستخدام الرموز الدينية في الأزياء والمنتجات التي تستهلك على نطاق واسع.
رغم أن ديجافو سحبت المنتج واعتذرت عن الحادث، فإن الأزمة قد تؤثر على سمعتها بشكل طويل الأمد. ففي الوقت الذي عملت فيه الشركة على تهدئة الأوضاع، يبقى العديد من العملاء في مصر وحول العالم على تواصل مع الحملة المطالبة بمقاطعة العلامة التجارية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر هذه الأزمة على تعاملات ديجافو في السوق المصري والأسواق العربية التي تشهد كثافة سكانية مسيحية، وهو ما يفرض على الشركات الكبرى ضرورة التحلي بالمسؤولية عند تصميم المنتجات.
الأزمة التي تسببت فيها تصميمات حذاء ديجافو تبرز أهمية الوعي الثقافي والديني عند تصميم المنتجات التجارية. وعلى الرغم من الاعتذار الرسمي وسحب المنتج، إلا أن الجدل ما زال مستمرًا، حيث يطالب الأقباط بالمزيد من الوعي والاحترام لمعتقداتهم في المستقبل. في نهاية المطاف، هذه الحادثة ستكون درسًا للكثير من الشركات في كيفية احترام مشاعر الأديان عند طرح منتجاتها.